بعد تحذيراته لشباب الكنائس . نشطاء أقباط يتهمون البابا شنودة بـ" رفض الآخر" والإساءة للطوائف الأخرى

بعد تحذيراته لشباب كنيسته بعدم التردد على الكنائس الإنجيلية ..
مفكرون ونشطاء أقباط يتهمون البابا شنودة بـ" رفض الآخر" والإساءة للطوائف الأخرى


كتب مجدي رشيد (المصريون): : بتاريخ 26 - 2 - 2008

أثارت تحذيرات البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس للشباب التابع لكنيسته بعدم التردد على الكنائس الإنجيلية، حفيظة مثقفين ونشطاء أقباط، اتهموه بالإساءة إلى الطوائف المسيحية الأخرى، محذرين من تداعياتها على العلاقة بين الطوائف المسيحية في مصر.
واعتبر المفكر القبطي جمال أسعد عبد الملاك أن الصراع بين الطائفة الأرثوذكسية والطوائف المسيحية الأخرى هو صراع دائم وقديم منذ دخول هذه الطوائف إلى مصر في القرنين الثامن والتاسع عشر.

وقال: للأسف الشديد، زعماء ورؤساء هذه الطوائف يحاولون الحفاظ على أتباعهم من منطلق المواقف والغنائم، حيث تنظر كل طائفة إلى أنصارها على أنهم مكسب لها في مواجهة الآخر، وهو ما لا يمت لأي قيمة مسيحية حقيقية بصلة، ويؤكد شيوع مبدأ عدم قبول الآخر.
وأضاف: البابا يعتبر نفسه الزعيم الروحي للطائفة التي تمثل الأغلبية، وبالتالي يسفه من الطوائف الأخرى ومما يؤكد ذلك التصريحات المستفزة التي تصدر من وقف لآخر عن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس وتشير فيها إلى أن غير الأرثوذكس من الكاثوليك والإنجيليين لا يدخلون السماء.

وشدد عبد الملاك على أنه من حق كل طائفة الحفاظ على أتباعها، لكن ذلك لا يعني الإساءة إلى الطوائف الأخرى، مدينا تصريحات بعض قيادات الطائفة الأرثوذكسية التي قال إنها تبعد عن المسيحيين الداعية للمحبة.
فيما اعتبر القس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف أن هذه التحذيرات لا يصح أن تصدر عن البابا شنودة لأنه رئيس لمجلس كنائس الشرق الأوسط، التي تضم في عضويتها الكنيسة الأرثوذكسية والإنجيلية، واتهم البابا بالتناقض في أقواله بالكاتدرائية والعظات الأسبوعية، واجتماعات مجلس كنائس الشرق الوسط.

وأوضح القس رفعت أنه لا توجد مشكلة في أن يذهب الشباب القبطي الأرثوذكس إلى الكنائس الإنجيلية أو العكس، لافتا إلى أن هناك من الإنجيليين الذين يذهبون إلى الكنائس الأرثوذكسية للتعرف على فكر ورؤية الآخر؛ فمن حق أي إنسان أن يطلع على فكر الطوائف الأديان الأخرى ويقرر بنفسه إلى أي دين أو طائفة ينتمي.

من جهته، اتهم الناشط والكاتب القبطي عادل وليم، البابا شنودة بعدم قبول الآخر على كافة الأصعدة، لافتا إلى أنه ليس من حقه أن يحجر على أحد الفلاسفة الذي أكد قديما أهمية أن يفتح الإنسان نوافذ عقله على كافة التيارات الفكرية والثقافية، حتى يستطيع المرء التمييز بين هذه التيارات والطوائف.
وفسر وليم الذي نعت الكنيسة الأرثوذكسية بـ "التجمد والانغلاق على نفسها"، الانتقال بين الطوائف المسيحية المختلفة إلى أسباب اجتماعية وشخصية، مثل مشاكل الزواج والطلاق، وقال إن الأمر ليس له علاقة بقناعة الشخص الذي يترك طائفته إلى طائفة أخرى.

من ناحيته، دافع محامي الكنيسة ممدوح نخلة عن تحذيرات البابا، وقال إنه لا غرابة فيها، لأن كل رجل دين يرى أن طائفته أو دينه هو الأفضل والأحسن بين الأديان والطوائف الأخرى؛ فكل طائفة تري نفسها هي الطائفة التي تسير على الطريق السليم.

غير أنه يرى أنه من الأولى والأفضل أن يعمل كل زعيم طائفته على تقوية وترسيخ الإيمان بدلا من الخوف من تأثرهم بفكر وعقيدة الطائفة الأخرى، واستبعد وجود صلة بين تحذيرات البابا شنودة وتصريحات ماكس ميشيل التي أكد فيها أن هناك 50 ألفا من الأقباط الأرثوذكس يتركون طائفتهم كل سنة واعتناق الإسلام والطوائف المسيحية الأخرى، مؤكدا عدم صحة هذه الأرقام.

Al masdar

http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=45273&Page=1